تونس- افريكان مانجر
كشفت مؤشرات إحصائية أنّ توافد السّياح على تونس سجل تراجعا بنسبة 24 بالمائة خلال الثّلاثة أشهر الأولى من سنة 2016 أي ما يعادل 610 آلاف سائحا مقابل 803 آلاف سائحا سنة 2015.
السوق الليبية في المرتبة الاولى
وقد تصدرت السّوق اللّيبيّة المرتبة الأولى من حيث عدد السّياح الوافدين على تونس بنسبة 39 بالمائة وبانخفاض بـ 16.5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2015، في حين تأتي السّوق الجزائريّة في المرتبة الثّانية بنسبة 36.8 بالمائة خلال الثّلاثة أشهر من سنة 2016 وبانخفاض طفيف بـ 0.5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2015، وتأتي السّوق الفرنسيّة في المرتبة الثّالثة بنسبة 8.9 بالمائة وبانخفاض بـ 30 بالمائة.
وقد سجلت السّوق الأوروبيّة تقلّصا،وبالخصوص السّوق الفرنسيّة التّي تعتبر من أهمّ الأسواق الأوروبيّة في المجال السّياحي في تونس وكذلك الشّأن بخصوص السّياح الألمان والسّياح الإيطاليّون والسيّاح البريطانيّون.
تراجع بأكثر من 24 %
وفي قراءة لواقع القطاع السياحي التونسي، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” إنّ تراجع السياحة التّونسيّة بـ 24 بالمائة مرتبط بعدم الإستقرار السّياسي والأمني، مشيرا إلى أنّ هذه الوضعية كانت منتظرة خاصة على اثر الهجمات الارهابية الغادرة التي استهدفت نزلا سياحيا بسوسة ومتحف باردو العام الماضي.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الهجمات سالفة الذكر تعتبر الأخطر والأثقل وعواقبها كانت وخيمة على الاقتصاد التّونسي سواء على مستوى استقطاب المستثمرين أو على مستوى القطاع السّياحي.
وأبرز محدثنا أنّ عدد السّياح سنة 2010 كان في حدود 6.9 مليون سائح منهم حوالي 50 بالمائة أوروبيين وفي سنة 2011 تراجع عدد السّياح إلى 4.8 مليون سائح وسنة 2012 تمّ تسجيل 2.8 سائح مغاربي مقابل 3.2 سائح مغاربي سنة 2013 و2.9 سائح مغاربي سنة 2014، مبيّنا أنّ تونس سجّلت تراجعا على مستوى السّوق الأوروبيّة التّقليديّة ( فرنسا/ ألمانيا/ إيطاليا/ بريطانيا) مقابل إرتفاع في السّوق الأوروبيّة الشّرقيّة على غرار الرّوسيين والأكرانيين والتّشيكيين.
” ضربة قاضية “
وأضاف الخبير الإقتصادي أنّ السّياحة في تونس تلقّت ضربة قاضية بسبب العمليّات الإرهابية التّي راح ضحيّتها عدد من السّياح وتراجعها منطقي ومنتظر، لكن ذلك لا يعني الاستسلام للواقع والإكتفاء بالعدد الضّئيل من السّياح الذي يتوجّه إلى تونس، بل يجب تطوير سياحتنا وتنويع أسواقنا والعمل على ذلك على المدى البعيد عبر تفعيل استراتيجيّة جديدة تتماشى مع خاصيّة السّائح وتطلّعاته والتّخلّي عن سياحة الفنادق التّي تمسّكت بها تونس على مدى عقود حسب تعبيره.
وأوضح بن رجب أنّ السّياحة المغاربيّة في تونس وخاصّة منها اللّيبيّة تراجعت في الثّلاثيّة الأولى من سنة 2016 وهذا يفسّر بالوضع اللّيبي المضطرب وتأثيره على الوضع المادّي للمواطن اللّيبي كما أنّ أحداث بن قردان وتواصل غلق معبري راس الجدير والذهيبة على فترات متتالية أثّر بشكل كبير على حركة تدفّق اللّيبيين إلى تونس على حدّ تعبيره، مضيفا أنّ السّياحة تراجعت بشكل عام في المغرب العربي تحت تأثير الأوضاع اللّيبيّة غير المستقرّة وتواجد التنظيم الإرهابي “داعش” بها وحتّى المغرب التي لم تسجّل عمليات ارهابيّة تضرّرت على مستوى سياحتها.
خطة انقاذ
من جهة أخرى، أكّد محدّثنا أنّ الحلّ اليوم في انقاذ القطاع السيّاحي في تونس ليس فقط بالتّشجيع على السّياحة الدّاخليّة واستقطاب السيّاح اللّيبيين والجزائريين، بل بتحسين الخدمات منذ دخول السائح إلى المطار إلى حين عودته إلى بلده وتعصير السّياحة وتفعيل استراتيجيّة جديدة وخلق منظومة اتّصاليّة متطوّرة تتماشى مع الوضع الحالي والمتطلّبات المرجوّة