تونس- افريكان مانجر
في ثالث عملية إرهابية نوعية في تونس خلال سنة 2015، قام إنتحاري بتفجير نفسه داخل حافلة تابعة للأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس بتونس العاصمة وعلى بعد 200 متر فقط من وزارة الداخلية.
حسام العبدلي منفذ الهجوم
وقد أسفر الهجوم الإرهابي الغادر عن إستشهاد 12 أمنيا و 20 جريحا، فيما ظلت الجثة رقم 13 مجهولة إلى أن كشفت التّحاليل البيولوجيّة النّهائيّة المجراة من قبل مصالح إدارة الشّرطة الفنيّة والعلميّة، أنّ هذه الجثّة تتعلّق بالعنصر الإرهابي الذي قام بعمليّة التّفجير بالحافلة التّابعة للأمن الرّئاسي بتاريخ 24 نوفمبر 2015 تعود للمدعو حسام بن الهادي بن ميلاد عبدلّي.
وفي معطيات أوردتها وزارة الداخلية فإنّ الإرهابي حسام العبدلي مولود بتاريخ 10 ديسمبر 1988 قاطن بدوّار هيشر منوبة مهنته عامل يومي (بائع متجوّل) صاحب بطاقة التّعريف الوطنيّة عدد 09168137.
سيناريو العملية
وكان التنظيم الإرهابي “داعش” قد أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري، ونشر على صفحات التواصل الاجتماعي بيانا قال فيه إن انتحاريا يدعى أبو عبد الله التونسي تمكن من الولوج في حافلة تقل بعض عناصر الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية، وعندما وصل إلى هدفه فجر حزامه الناسف حسب إدعاء البيان.
كما نشر تنظيم داعش صورة الانتحاري وهو يرتدي حزاما ناسفا، وكانت هو الشخص نفسه الذي كشفت هويته مصالح وزارة الداخلية.
معروف بالتشدّد الديني
وأكدت مصادر أمنية أنّ الإنتحاري حسام بالهادي بن ميلاد العبدلي والمكنى بأبوعبد الله التونسي معروف بالتشدد الديني، وتقول معطيات رسمية إنّه قد تم إيقاف العبدلي في شهر أوت من السنة الحالية من قبل وحدات الحرس الوطني قبل أن يأذن القضاء بالإفراج عنه وتحرير محضر إرشاد في حقّه.
ثالث عملية نوعية سنة 2015
ويعّد الهجوم الإرهابي ضدّ حافلة الأمن الرئاسي، ثالث عملية نوعية تشهدها تونس خلال سنة 2015. وسبقتها العملية الإرهابية بالمتحف الوطني بباردو حيث قامت عناصر مسلحة بفتح النار على وفد سياحي يوم 18 مارس الماضي، وقد أسفرت العملية عن مقتل 23 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا.
ويوم 26 جوان 2015 شهدت تونس عملية إرهابية أخرى، قام خلالها إرهابي بإطلاق النار عشوائيا بنزل “الإمبريال مرحبا” بمرسى القنطاوي بسوسة وقد أودى بحياة 38 سائحا أجنبيا بنهم 30 سائحا بريطانيا.
قرارات عاجلة
وعلى إثر عملية محمد الخامس، أقرت الحكومة التونسية سلسلة من الإجراءات العاجلة أبرزها إعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما وفرض حظر التجوال بتونس الكبرى كما قررت الحكومة غلق الحدود مع ليبيا لمدة 15 يوما.
وقد أكد رئيس الحكومة الحبيب الصيد ن تونس في خطر، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب والتصدي له تقتضي تضافر جهود جميع القوى الوطنية في الوطنية.
وكشف كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلّف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي ان كلّ العناصر المورّطة في العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها تونس تلقّت تكوينا في القطر الليبي ووزارة الداخلية على علم بمراكز تدريبهم على حدّ تعبيره.
وأوضح أنّ كلّ العمليات الإرهابيّة تمّ التخطيط لها في ليبيا.
وأعلن الشلّي تفكيك العديد من الخلايا سواء المكلفة بالرصد أو الخلايا التي كان لها برامج للقيام بعمليات إرهابية في جميع أنحاء الجمهورية أو الخلايا المكلفة بتمويل عائلات الشباب المتواجد في بؤر التوتر إضافة إلى الخلايا المكلفة بجلب السلاح من ليبيا.
[youtube=”https://www.youtube.com/watch?v=hLytmJLVTxg”]