تونس-أفريكان مانجر
منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن اختيار تونس كشريك غير عضو بحلف الناتو تسارعت زيارات كبار المسؤولين للدول المصنفة بالعظمى لبلادنا، والهدف وان كان واحدا هو تقديم المساعدة للمؤسستين العسكرية والأمنية، فإن الطرق إختلفت بين هبات في شكل معدات مخصصة لمقاومة الإرهاب، تبادل خبرات، تكوين عسكريين تونسيين في مجال مكافحة الإرهاب، وتسهيل إقتناءات ترى تونس أنها متطلبات عاجلة وضرورية لحربها ضد المجموعات المتطرفة، ولحماية حدودها في ظل تنامي الخطر القادم من الجنوب نظرا لعدم استقرار الوضع بالجارة ليبيا.
وفي اقل من شهر زار تونس وزيرة الدفاع الألمانية، والتي أكدت على إلتزام بلادها بمساعدة تونس في مجال أمن الحدود، وزير الدفاع البلجيكي الذي عبر عن رغبة بلاده في إمضاء إتفاقيات شراكة مع تونس، وزير الدفاع الفرنسي الذي صرح خلال الندوة بأنه زار تونس للمرة الثانية خلال فترة وجيزة وستكون له زيارة ثالثة قريبة وأكد على عراقة العلاقات التونسية الفرنسية، هذا إضافة إلى مقابلة عديد السفراء لوزير الدفاع الوطني مثل إيطاليا والصين وتركيا وآخرها اليوم السفير الروسي.
والأكيد أن لكل من هذه الدول أهدافها الإستراتيجية ومصالحها التي تسعى لحمايتها بتونس والمنطقة ككل، وبين من يريد تحقيق تواجد أكبر في منطقة لم تكن بالأهمية الكبرى لديه، وبين من يسعى لإيجاد حلول جذرية لتدفق المهاجرين إلى بلدانهم، وبين من يريد فتح أسواق جديدة لإنعاش اقتصاده في فترة ركود عالمية.
من جهته قال وزير الدفاع التونسي,فرحات الحرشاني, في إجابة عن تساؤل أحد الصحفيين الفرنسيين حول مدى التعاون العسكري التونسي الفرنسي بأن تونس مفتوحة للتعاون مع الجميع ولها عدة أصدقاء تتعامل معهم في مجالي الأمن والدفاع، فهل هذا يعني أن تونس تسعى لاقتناء معدات روسية، خاصة وان الكلاشنيكوف يعد من أحسن الأسلحة والبنادق في العالم، أم أن طائرات الهيليكبتر الروسية المتطورة والتي تعتبر من أحسن المروحيات في العالم مقارنة بنظيراتها، هي ما تسعى تونس لإقتنائه بعد أن أعلنت في عديد المرات حاجتها الملحة والسريعة لهذا النوع من الطائرات سواء عن طريق رئيس حكومتها أو وزير دفاعها، ربما تكون السوق الروسية أو التركية أو الصينية هي الوجهة الجديدة لتونس في ظل ما يمكن أن تقدمه هذه البلدان من خيارات تفاضلية مقارنة بالأسواق التي تعودت تونس التعامل معها