مدرسة فلسطين بمدينة تالة أو “المكتب” هي اقدم مؤسسة تربوية بكامل جهة القصرين افتتحت ابوابها يوم 11 سبتمبر 1897
وتعتبر هذه المدرسة بطرازها القديم على طريقة البناءات الاوروبية خلال القرن التاسع عشر واسطحها المغطاة بالقرمود الاحمر معلما معماريا فريدا وقع تصنيفه ضمن المعالم التاريخية للبلاد التونسية .
ودرس فيها على امتداد تاريخها الطويل تلاميذ من شرائح وجنسيات مختلفة ومنهم فرنسيون واسبان وايطاليون و مالطيون و جزائريون جنبا الى جنب مع التونسيين وكان من بين التلاميذ اتباع الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية وجلس في مقاعدها عديد المبدعين من أمثال الشاعر أبي القاسم الشابي.
وقد لاقت طوال السنوات الاخيرة الاهمال والتجاهل وانعدام الصيانة مما جعل اغلب قاعاتها تؤول للسقوط وتكون على أبواب الانهيار خاصة و الحال ان تالة شتائها قاس وتشهد سنويا نزول كميات كبيرة من الامطار وتساقط الثلوج.
الفرج جاء بعد الثورة من خلال تدخّل المندوبية الجهوية للتربية لانقاذ هذه المؤسسة التربوية .
وعلى أثر اتخاذ قرار الترميم وتوفير متطلباته طرحت الدراسات التي قام بها فنيو الوزارة الأولى احتمالين :اما اعادة بنائها على اسس جديدة أو ادخال ترميمات جوهرية وشاملة عليها مع المحافظة على طابعها المعماري والتاريخي ، فتم اختيار الاحتمال الثاني كلفته المرتفعة وانطلقت الاشغال فيها باعتمادات تبلغ حوالي 400 الف دينار لاعادة تهيئتها بصفة كلية مع الابقاء على خصوصياتها . ومن التوقّع أن يتواصل الترميم الى موفى شهر ديسمبر 2012 لتكون جاهزة مع انطلاق الثلاثية الثانية من الموسم الدراسي 2012/ 2013 . وتقرر بذلك نقلة ال 224 تلميذا بفصولها الـ 12 و معلميها ال 16 مربيا بصفة مؤقتة الى مدرسة الهادي شاكر المجاورة للدراسة بها خلال الثلاثية الاولى. (المصدر “الصحافة “)