تونس- افريكان مانجر
كشفت الدراسات المجراة بالمدينة العتيقة بصفاقس ان 177 منزلا مهددا بالسقوط، فيما تراجع عدد السكان من 6 آلاف ساكن الى 2500 فقط مقابل ارتفاع عدد الحرفيين والصناعيين من 3 آلاف الى 8 آلاف.
هذه الدراسة أجرتها جمعية صفاقس للتنمية المتضامنة بالتعاون مع بلدية المكان وجمعية صيانة المدينة خلال العام الجاري، وابرزت انه مع الـ 177 منزلا آيلا للسقوط، هناك 41 مسكنا بدأ يتهاوى فعلا، وخاصة منها الواقعة بالمنطقة الشرقية الشمالية التي توجد فيها المحلات الصناعية ومعامل صنع الأحذية التي تنامت في السنوات الأخيرة على حساب المحلات السكنية التي تحولت الى مصانع صغرى.
كما بينت ذات الدراسة “التي نشرت نتائجها صحيفة “الشروق” الصادرة اليوم الاثنين 6 ديسمبر 2019، تراجع عدد السكان بالمدينة العتيقة، ففي سنة 1983 كان عدد سكانها في حدود 6 آلاف، لكن سنة 2014 استقر العدد في حدود الـ 2500، على إن هذا العدد تقلص هو الآخر في السنوات الأخيرة.
وقد قفز عدد الحرفيين والصناعيين في ذات الفترة من 3000 إلى 8000 ممّا يعني حسب نفس الإحصائيات أنّه لم يبق إلا 29 % من المدينة العتيقة مخصصا للمساكن مقابل 41 بالمائة للصناعيين.
وفي قراءة لهذا الموضوع، قال الباحث في التراث رضا القلال في تصريح لذات الصحيفة، إنّ المدينة العتيقة هي في اصعب فترات تاريخها، نظرا للاهمال الطويل الذي أصابها، مضيفا ان عشرات المباني هدمت في أنحاء مختلفة من المدينة بسبب التداعي للسقوط، وعديد المنازل التقليدية استولت عليها “صناعة الأحذية” او “دمرها” أصحابها نتيجة الغلق الذي استمر أحيانا 40 سنة دون صيانة او ترميم.
واكد المصدر ذاته ان معضلة المدينة العتيقة تعود أساسا الى مشاكل عقارية بسبب كثرة الورثة وصعوبة التدّخل في عمليات الترميم وارتفاع تكاليفها وغياب الدعم من الأطراف المسؤولة مع عدم الإحساس والوعي بالقيمة التراثية والمعمارية للفضاء.