في وقت لازال فيه الشعب مندهشا من التسريب الصادم للرئيس المدير العام لقناة نسمة نبيل القروي و الذي افاد فيه انّ المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قايد السبسي طلب منه مساعدته لضرب محسن مرزوق الامين العام لحركة مشروع تونس، تستفيق بلادنا مرة أخرى على وقع تسريب سري جديد هو الأخطر.
المقطع الصوتي الذي أهملت وسائل إعلام معروفة بقربها من شق نجل رئيس الجمهورية الحديث عنه أو الإشارة إليه ولو تلميحًا، تم نشره بتاريخ 06 مارس الجاري، في جريدة الشارع المغاربي، أين أقر حافظ قائد السبسي نجل رئيس الدولة خلال جلسة مع نواب حزب نداء تونس إنه يسعى لتغيير النظام البرلماني إلى نظام رئاسي لأن النظام البرلماني قد يعيد حزب المرزوقي إلى الرئاسة والنهضة إلى السيطرة في المجلس.
هذا التسريب الجديد الذي كشف مدى تحكم السبسى الابن فى مجريات الأمور داخل قصر قرطاج، بدءا من اختيار المسئولين مرورا بتسيير أمور الدولة وحتى النظام المستقبلى للنظام السياسى فى تونس لا زال يثير حفيظة عدد هام من المتابعين للشأن السياسي باعتبار انه يمس اشخاص لهم وزنهم وقيمتهم في المشهد العام.
ويتساءل عدد من المراقبين في هذا السياق، عن هوية وأهداف الجهات الضالعة في هذه الممارسات الحارقة والتي تكشف عن جزء صغير مما يحدث من مؤامرات خلف الأبواب المغلقة، ومن نشرها للعموم في وقت تعيش فيه البلاد أزمات عميقة لا زالت تربك العمل الحكومي باعتبار انها تشمل قطاعات حساسة كالقضاء و التربية و الصحة.
سلوك غير أخلاقي يعكس الوجه الحقيقي لبعض السياسيين
ففي هذا السياق، استنكر القيادي بالجبهة الشعبية منجي الرحوي لجوء بعض الأطراف الى مثل هذه الممارسات “الغير الأخلاقية” التي من المؤكد انها تعطي صورة سلبية للمشهد السياسي الحالي كما أنها ستؤثر حتما على مجريات الأمور خاصة في هذا التوقيت الحساس.
و أفاد الرحوي في تصريح ل”أفريكان مانجر”، أن هذه التصريحات تعكس الوجه الحقيقي لعدد من السياسيين و الفاعلين في الساحة و تترجم نواياهم الغامضة.
و رغم ذلك، حمل محدثنا المسؤولية للمسرب الذي توجب عليه الانسحاب من اجتماع حزبه في صورة عدم رضاه عن مستوى النقاشات او التوجهات “الغير السليمة” للأعضاء المجتمعة.
هذا و شدد على ضرورة ان تقرب النقاشات الداخلية للأحزاب النقاشات الخارجية قصد إعطاء المزيد من المصداقية للحياة السياسية دون المس بصورة النخبة السياسية.
من أجل الضغط على الخصم
و في اتصال جمعنا بعدد من المراقبين السياسيين، أكد أغلبهم ان مثل هذه التسريبات تلعب دورا مهما في ارباك المشهد، اذ أنها تؤكد أن الدولة العميقة ما تزال تتحكم في المشهد العام، بهدف الضغط على بعض الخصوم وتحقيق منافع شخصية على حساب المصلحة العامة.
وهو ما وفرته تلك التسريبات، ذلك أن اسم حافظ السبسي الشخصية السياسية الأكثر جدلا على الساحة، قد اقترن منذ انخراطه في العمل السياسي، بمواضيع حارقة الى جانب تدخله “الغير الشرعي” فى ادارة شئون البلاد، على حد قول هؤلاء المراقبين. و خير دليل على ذلك، ارتباط اسمه باستقالة المدير العام للأمن الوطني عبد الرحمان حاج علي و التي لم توضح وزارة الداخلية الى حدود كتابة هذه الاسطر، الأسباب الحقيقية لقرار حاج العلي الانسحاب في مثل التواقيت.
و رغم هذا الجدل و ردود الأفعال الغاضبة، لم يحاول حافظ إنكار تلك التسريبات أو التنكر مما ورد فيها، واكتفى بالتقليل من أهمية الأمر . فمن خلال خلال تدوينة على صفحته الخاصة بالفايسبوك علّق قائلا ” الخطير في موضوع التسريبات لاجتماع المكتب السياسي للنداء ليس المضمون أو المواقف اللتي تداولت في الاجتماع حتى تحديد الموقف النهائي للحركة … الخطير هو التجسس على حرمة اجتماع مغلق ونشر التسجيل لاستهداف الحزب ولتشويه بعض القيادات بالذات لزرع الفتنة والبلبلة عند الرأي العام”.
وئام الثابتي