خلال حوار أجرته معه “الشروق” تناول وزير الفلاحة محمد بن سالم موضوع البذور وخوصصة الأراضي الدولية .
عن موضوع البذور ركّز على البطاطا وصرّح أنه قال للمندوبين الفلاحيين، إنه عار علينا، مثلا ان نضطر الى استيراد البطاطا من الخارج، فهي مادة أصبحنا نستهلكها بكثرة، فهل يعقل أن نستورد 22 ألف طن كل سنة، و اكثر من 80 بالمائة من بذورنا لأي سبب كان، إذ يمكنهم تجويعنا متى شاؤوا. إنها فضيحة.
واستعرض ما كان مطّلعا عليه أيام كان طالبا فأفاد : كنّا في السبعينات ندرس الفلاحة، وكنا نزور مركز البحوث حول البطاطا في السعيدة وكان مركزا مفخرة، غايته تطوير البذور، وقد حصل وقتها عمل اجرامي إذ تولّت عصابات توريد البطاطا من الخارج تكليف شخص قام بعملية تسميم البذور المحلية، إذ وضع فيروسا قضى عليها، وقد تمت لاحقا محاكمته ولكن للأسف تم القضاء على البذور المحلية، ومنذ ذلك التاريخ لم تقم قائمة لبذورنا.
إنها عملية فساد، وهناك من يقول أنه لم يتم اجراء عمليات بحث دقيقة وهناك من يربطها بوجود استخبارات اجنبية أو باللوبيات التي تورّد مادة البطاطا.
اليوم توخينا سياسة جديدة وهي التشجيع على زراعة البذور، وطلبنا من ديوان الاراضي الدولية ألا ينافس الفلاحين في مادة البطاطا، وأن يهتم فقط بزراعة البذور وانتاجها.
والآن هناك امكانية لشركات من الخارج للقيام بمثل هذا العمل، مثل بعض الشركات التركية، فتركيا، أصبحت اليوم معروفة بزراعة البذور، هذه مسألة استراتيجية تدخل في أمننا الغذائي.
وعن التفويت خلال التسعينات في عدد كبير من الأراضي الخصبة للخواص، وما يمكن أن ينتج عنه من تهديد للأمن الغذائي الوطني يقول انه لا يرى أن في ذلك ما يهدّد الأمن القومي الغذائي لأن الفلاحة في كافة البلدان هي عمل الخواص، فمثلا لا تجد في فرنسا أراض دولية مثلما هو الشأن عندنا، ففي كل الدول المتقدّمة، تجد الفلاحة بيد الخواص وليس بنسبة 90 بالمائة بل بنسبة 100 بالمائة فالدولة ليست هي القادرة على الانتاج والمنافسة في الميادين التنافسية وأكبر دليل هو فشل التجربة الشيوعية، ولو كانت هذه الطريقة مجدية لنجحت في بلادها كما يقال، وحتى الصين فكل شيء بيد الخواص سواء كانت الفلاحة أو الصناعة، وهو سبب تقدّمها ولم يبق للدولة الا الحزب والمسائل الايديولوجية والسياسية.
ويختم قائلا : بالتالي لا خوف على الأمن الغذائي من التفويت في الأراضي الفلاحية الى الخواص. وأنا أعتقد أن المشكل الاساسي لفلاحتنا هو التشتت العقاري، فنحن عندنا مئات الآلاف من المالكين لقطع أراض صغيرة ومتشتتة .