تونس- افريكان مانجر
إعتبر رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر بن عطوش أنّ طريقة تعاطي الهياكل الرسمية ووسائل الإعلام مع حادثة عمدون، كانت خاطئة وأثرت سلبا على آداء القطاع السياحي بالشمال الغربي، مُشيرا إلى أنّه تمّ خلال الأسبوعين الأخيرين إلغاء عدد كبير من الرحلات.
سياسة ترويجية جديدة للشمال الغربي
وتابع بن عطوش في حديث خصّ به “افريكان مانجر”، أنّ الإلغاء كان بسبب تخويف المواطنين من طرقات الشمال الغربي، و”الحال أنّ عديد الأسباب تقف وراء الحادث الذي أودى بحياة 29 شخصا منها ما هو مرتبط بحالة الحافلة ومنها ماهو على علاقة بحالة الطريق والانحدار”.
ودعا سلطة الإشراف الى إعتماد سياسة ترويجية جديدة لمنطقة الشمال الغربي التي تعتمد بشكل كبير على السياحة الداخلية، كما أنّ طرقاتها آمنة وذلك خلافا لما يروج حاليا.
وبخصوص اللقاء الذي جمعهم مؤخرا بوزير السياحة روني الطرابلسي، أفاد رئيس الجامعة أنّ المهنيين تقدموا بعديد المقترحات، منها المطالبة بتسهيل الإجراءات الخاصة بتجديد أسطول النقل السياحي، مشيرا الى ان سعر حافلة كبيرة يتجاوز الـ 600 ألف دينار في حين يتراوح سعر الحافلة الصغيرة بين 250 و300 الف دينار، وهو “ما يتطلب رصد اعتمادات مالية كبيرة يعجز أصحاب وكالات الاسفار عن توفيرها في الوقت الحالي” بحسب بن عطوش.
وشدّد محدّثنا على أنّ أصحاب وكالات الاسفار، المقدر عددها بنحو 1020، يُواجهون وضعا ماليا صعبا، حال دون قدرتهم على تجديد الاسطول وذلك جراء حالة الركود التي عاش على وقعها القطاع السياحي منذ سنة 2011، كما أشار الى ان عدد الوكالات في منطقتي دوز وتوزر كان في حدود 90، اما اليوم فقد تراجع العدد بشكل كبير وهو في حدود 40 وكالة اسفار.
مجلة السياحة أولا
وتابع أنّ عدد الوكالات بمنطقة الساحل، سجل تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة نتيجة الصعوبات المالية التي يُواجهها المهنيين.
وللخروج من الوضع المالي الصعب، قال رئيس الجامعة إنّ سلطة الاشراف ومختلف الوزارات المعنية مُطالبة بالتعجيل في إقرار إجراءات مُيسرة لتجديد اسطول النقل السياحي وإطلاق برنامج لتكوين الأدلاء السياحيين، كما شدّد على ضرورة تغيير القانون المنظم للمهنة قائلا إنّه “من غير المعقول أن لا يتمّ الى اليوم إحداث مجلة السياحة”.
ولفت بن عطوش ان القطاع يُعاني أيضا من إشكاليات أخرى، أبرزها تفاقم “الدخلاء”، وشركات الخدمات غير القانونية التي باتت تُنافس وكالات الأسفار.
تنويع الأسواق
وإجمالا، إعتبر ان تونس وجهة سياحية مميزة وان القطاع قادر على تحقيق الأفضل، مشيرا الى ان سنة 2019 ستنتهي بإستقبال بلادنا لنحو 9 ملايين سائح. ولئن أكد أهمية المؤشرات والأرقام الخاصة بعدد الزوار، فقد شدّد بن عطوش على ضرورة تحسين جودة الخدمات المقدمة في النزل وخارجها، الى جانب إعطاء أهمية أكبر للسياحة الاستشفائية مع ضرورة تنويع الأسواق.
وقال إنّ السوق الآسيوية تُعتبر خزانا للسياحة في المستقبل، وخاصة السوق الصينية، ذلك ان تونس تستقبل سنويا 50 ألف سائح صيني في حين ان المغرب مثلا، تستقبل نحو 500 ألف سائح.
وفي السياق ذاته، دعا رئيس جامعة وكالات الاسفار الى ضرورة تمكين شركة الخطوط التونسية من الاعتمادات المالية اللازمة بما يمكنها من تطوير خدمات النقل الجوي والرفع من طاقة الاستيعاب.