تونس- افريكان مانجر
كشف “باروميتر مناخ الثقة” الذي أعدّته صحيفة “الشروق” بالتعاون مع المعهد الدولي لدراسات الرأي العام IIPOS ومنتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية، أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد تحصل على المرتبة الأولى في ما يتعلق بمستوى الثقة في الرئاسات الثلاث بنسبة 41,8 % يليه رئيس مجلس نواب الشعب بنسبة 28,6 % وفي المرتبة الثالثة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بنسبة 23,6 %.
“الشاهد…اللاعب الجديد”
وفي قراءته لمختلف استخلاصات “باروميتر مناخ الثقة”، إعتبر عبد الوهاب حفيّظ رئيس منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية أن يوسف الشاهد قد نجح، إحصائيا في كسب صورة اللاعب السياسي الجديد من دون أن يكون وافدا على المشهد ولا جديدا.
وأضاف حفيظ في تصريح لصحيفة “الشروق” الصادرة اليوم الثلاثاء 8 جانفي 2019، ” أن المتغير المفسر الأهم يتعلق بالعامل العمري، حيث تبلغ نسبة عدم الثقة في الباجي قايد السبسي 81,6% بالنسبة إلى الفئة الشبابية بين 18 و35 سنة وتتراجع إلى 66,7 % بالنسبة إلى كل من الفئتين العمريتين المواليتين 51,65 %، في المقابل، نلاحظ ارتفاعا نسبيا في الثقة في رئيس الجمهورية لدى العنصر النسائي بنسبة 27 % مقارنة بالعنصر الرجالي الذي تتراجع لديه نسبة الثقة بسبع نقاط وذلك بنسبة 20 %”.
وبخصوص الدلالات السياسية لهذا التفسير الإحصائي، قال رئيس المنتدى إنّه “ثمة اليوم، إعادة تشكل لمركب سياسي عقلاني واعد. ماهو مدى نجاحه لا ندري؟ لكن كل ما نتمناه هو أن لا يكون ذلك على حساب ذكاء الناس ولا على حساب احترام الرموز الجماعية التى قادت عملية الانتقال السياسي بكل حكمة حتى ولو اخطئوا، بما في ذلك رئيس الجمهورية الحالي ولم لا السابق أيضا؟”، بحسب تصريحه.
وتابع قائلا:”من المهم أن لا يقع الرجل الرمز الذي أسس لنداء تونس وفق المنوال الديغولي الذي أسس لنداء 18 جوان، ووحد فرنسا، في وضعية شبيهة بمغادرة الجنرال ديغول المؤسفة، حتى وان ضل ديغول رجلا عظيما الى اليوم باحترامه لنتائج الاستفتاء. ان كل ما نتمناه هو أن يبقى لتونس من هذه التجربة شيئا يمكن ان يسجل في الذاكرة الجماعية الايجابية وان لا تكون حرب النفوذ مدمرة وأن يراعي الجميع قدرة هذا البلد الموضوعية في التسامح إزاء الطبقة السياسية”.
“الأحزاب في أزمة مصداقية”
وفي ما يتعلق بالشخصية السياسية الأكثر ملائمة لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة، أشار حفيظ الى أنّ ” فكرة الانتصار لشخصية تكون قادمة من خارج المنظومة تبدو مغرية اليوم : لننظر في السياقات الانتخابية المقارنة، من امريكا اللاتينية الى اوروبا الى افريقيا: لكي تنجح عليك اما ان تكون شعبويا او أن تكون مجهولا قادما من مكان مجهول وتقف من خلفك « ماكينة» انتخابية”، بحسب ما جاء في ذات الصحيفة.
وقال المصدر ذاته إنّ” زعماء الاحزاب التقليدية في ازمة قرن والاحزاب في أزمة مصداقية”، حيث “مازال يوسف الشاهد يمثّل خيار مدير المؤسسة l’establishment بالمعنى الإداري البيروقراطي ولكن أيضا بمعنى مجموعات الضغط والمصالح التى تريد رئيسا لادارة قابلة للتوقع Manager، في المقابل فإنّ نوايا التصويت لقيس سعيد و سامية عبو تنبني على ثنائية الزعيم الوافد او ربما بالنسبة لمرشحين اخرين صورة القائد الشعبوي. وإذا استمر الوضع بهذا الشكل لدى الرأي العام، فهذا يعني بأن باقي المرشحين عليهم أن يختاروا في الدورة الثانية بين الانضواء تحت يافطة الزعيم الطارئ والوافد Outsider الجامعي قيس سعيد او الزعيم الشعبوي البرلماني (النائبة سامية عبو) او القائد مدير المؤسسة (يوسف الشاهد)”.
“الرئاسية أهمّ من التشريعية”
وقال عبد الوهاب حفيظ، إنّ قطاعا واسعا من الرأي العام مازال يرى بان انتخابات الرئاسة هي أهم من البرلمان، في حين أن البرلمان اليوم هو السلطة الأصلية.
وبخصوص نسب المشاركة والتصويت بالنسبة الى الانتخابات القادمة، فإنّ نتائج الباروميتر، ومن حيث المبدأ ، تُؤكد “خيبة الأمل” من العزوف عن التصويت التي يحذر منها الكثيرون، صحيحة ولكن بشكل نسبي.
ويقول رئيس منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية:” نحن نعيش ضمن ثقافة الدقيقة 90 ونترك الخيارات المهمة دائما لاخر لحظة. أكثر من نصف العينة أعربت عن نيتها الذهاب والتصويت وذلك بنسبة 54 بالمائة مقابل 46 من نسبة الإعراب عن الرفض. على أن هذه النسبة تتغير وفق متغيرات المرحلة العمرية، وهو أمر ملحوظ في معظم الديمقراطيات اليوم. وبالتركيز على التقاطعات حسب الفئة العمرية في نتائج الدراسة وتحديدا في نية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة تؤكد النتائج تواصل عزوف المواطنين على الانتخاب وخاصة الشباب منهم إذا ما قارناهم بباقي الفئات العمرية حيث تبلغ نسبة الرفض بالنسبة إلى فئة الشباب بين 18 و35 سنة 52.3 % وهو ما ينطبق أيضا على النساء في الأرياف”.