تونس-افريكان مانجر
مع قرب موعد الانتخابات التشريعية ، وجه عضو مجلس شورى حركة النهضة و صهر رئيسها ، رفيق عبد السلام، رسالة إلى “قواعد الحركة ” فسر من خلالها توجهاتهم السياسية منذ سنة 2011 و سبب خروجهم من الحكم و من ثم سبب تحالفهم مع حركة نداء تونس بعد انتخابات سنة 2014 .
و قال عبد السلام ،في تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك بان “الوضع الإقليمي و اعتصام الرحيل و الاغتيالات ” في تونس أجبرهم سنة 2013 من الخروج من المشهد السياسي المحلي .
و أوضح كذلك القيادي بالحركة أن سبب تحالفهم مع “القوى القديمة ” و الممثلة في حركة نداء تونس جاء بعد ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية و الرئاسية لسنة 2014 .
و شدد ذات المصدر بان الحركة الإسلامية مازالت “مقتنعة ” بخيار التوافق و الشراكة السياسية “إلا أنها تخير أن يكون ذلك مع قوى ديمقراطية وقريبة من نبض الثورة “.
و اعتبر أن المرحلة القادمة تحتاج إلى “عقد سياسي وشراكة جديدة على ضوء برنامج عمل دقيق يضع على رأس الأولويات معالجة مشاكل الناس المستفحلة” .
كما أشار رفيق عبد السلام إلى أن “النهضة تحتاج اليوم إلى مغادرة المربع القلق على تخوم الحكم باتجاه خيار أكثر وضوحا وفرزا” ، قائلا “فإما أن نحكم من موقع متقدم الى جانب غيرنا ونتحمل مسؤوليتنا على ضوء ذلك، أو نخرج للمعارضة ونتحمل تبعات ذلك . “
و على ما يبدو فان تدوينة القيادي “النهضاوي ” تأتي بعد خيبة الأمل التي تلقاها حزبه خلال الانتخابات الرئاسية حيث حل فيها مرشحهم في المرتبة الثالثة بنسبة 12.9 بالمائة من أصوات الناخبين ما يقابل حوالي ب434530 صوتا .
و كما يلاحظ من خلال هذه النتائج فان عددا من قواعد النهضة قد تمردت على قيادة الحزب حيث عمدت إلى التصويت لمرشح آخر غير المرشح الرسمي و المقترح من شورى الحركة و ذلك يعود بالأساس إلى اختلاف توجهاتهم عن “المسار الرسمي ” للحركة .
و من هذا يمكن القول بان “رئاسة الحركة ” أصبحت تتخوف اليوم من نتائج الانتخابات التشريعية و من مخزونها الانتخابي و مستقبل كتلتها البرلمانية القادمة .
و للإشارة فقد مر كل من المرشح المستقل قيس سعيد و المرشح عن حزب قلب تونس نبيل القروي الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها و ذلك بعد فوزهما بأغلبية الأصوات خلال الدور الأول .