تونس-افريكان مانجر
قال لطفي شوبة ،رئيس مدير عام لشركة تونس للشبكة الحديدية السريعة RFR في حوار “لافريكان مانجر “أن الشركة أنشأت منذ سنة 2007 حيث كلفت بهمة متابعة دراسات شبكة النقل في تونس الكبرى.
وشهد هذا المشروع بحسب ذات المصدر عددا من التعطيلات , تعلقت أولها بالإشكاليات العقارية و التي انطلقت بعد سنة 2011 و من ثم إشكاليات إجرائية سنة 2014 حيث قام الطرف التونسي بفسخ عقده مع الشركة الإيطالية المتعهدة بأشغال المشروع بسبب وجود شبهات فساد.
انطلاق القسط الأول للأشغال
و تنقسم هذه الشبكة إلى 5 خطوط بطول 86 كلم ، تم الانطلاق بصفة أولية في انجاز الخط(D) و الذي سينطلق من برشلونة إلى القباعة بطول 12.2 كلم و الخط (E) و الذي سينطلق من وسط العاصمة إلى بوقطفة بطول 6.3 كلم .
أما بالنسبة إلى الخطوط الثلاث المتبقية (A) و ( (Cو (F-c) فسيتم الانطلاق في أشغالهم بعد الانتهاء من أشغال الخطوط الحالية .
و تحدث شوبة عن ضرورة التسريع في استكمال أشغال القسط الأول من المشروع خاصة لما يكلفه التأخير من خسائر مادية حيث انه و بسبب التعطيلات ارتفعت تكلفة المشروع من 620 مليون دينار سنة 2007 إلى حوالي 1200 مليون دينار سنة 2019 .
للإشارة فان السكة الحديدة الخاصة بالخط ” D” (محطة تونس –القباعة ) ستوازي لعدة كيلومترات في بدايتها سكة خط تونس-غار الدمار ،و قد تطلبت عملية إنشاء الخطين D وE تشييد نفق على مستوى منطقة السيدة المنوبية، وهو موازي لنفق آخر مخصص لقطارات الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية
كما يتكون هذا الخط من 9 محطات سيتم افتتاحها معا و هي (السيدة المنوبية، الملاسين، الروضة، باردو، البرطال، منوبة، البرتقال والقباعة.)
أما الخط “E ” (محطة تونس – بوقطفة) ، و الذي من المنتظر افتتاحه صيف 2020 ، فان الكيلومترات الأولى له مشابهة تماما للخط Dثم يمر من نفق السيدة المنوبية بطول 280 متر، قبل أن ينفصل غربا ليلتف حول سبخة السيجومي من شمالها.
كما يتكون الخط عند افتتاحه من 7 محطات( النجاح، الطيران، الزهور، الحرايرية وبوقطفة.)
و يأتي 60 بالمائة من تمويل هذا المشروع في شكل قروض أجنبية (البنك الأوروبي للاستثمار و البنك الألماني و الوكالة الفرنسية للتنمية و الاتحاد الأوروبي ) بينما 40 بالمائة الأخرى فهو تمويل عمومي (أي من طرف الدولة ).
حل إشكال بلدية “باردو “
و في تعليقه على قرار بلدية باردو بإيقاف أشغال الشبكة الحديدية السريعة ، أكد المسؤول بالشركة انه قد تم مبدئيا الاتفاق مع الجهة المذكورة بتكوين لجنة تضم 5 تقنين من البلدية و 5 آخرين من طرفهم بالإضافة إلى 5 من الإدارات المعنية و ذلك بهدف حل هذا الإشكال.
و دعا محدثنا إلى عدم شيطنة “قرار البلدية ” و فهم الإشكال، و الذي يتمثل في اعتبارها للمشروع سببا في تقسيم منطقة باردو ، إلا أن ذلك مخالف للحقيقة بحسب ذات المصدر حيث ان دراسة المشروع آخذت بعين الاعتبار جمالية المدينة .
و قال الرئيس المدير العام :”رغم ذلك فسيتم تكوين لجنة مشتركة ستعمل على اعتماد مكتب دراسات مختص في الغرض لإعداد مشروع يتماشى مع مطالب البلدية مع تسهيل عمل الشركة و بالتالي عودة الأشغال “ّ.
امتيازات خاصة للنقل
و سيساهم هذا المشروع بحسب لطفي شوبة في الحد من حدة حركة النقل على الطرقات حيث ان السرعة القصوى للقطار السريع تبلغ 120 كلم في الساعة بطاقة استيعاب عالية تبلغ 2200 راكب أي ما يعادل 1700 سيارة خاصة .
و يتميز المشروع بالرفاهة و الأمان و السلامة حيث ستكون جميع القطارات مجهزة بكاميرات مراقبة ستكون كلها متصلة بقاعة مركزية بالإضافة إلى وجود جدران واقية بطول السكة الحديدية .
و سيتم اقتناء خلال هذا المشروع حوالي 28 قطار سريع سيتم خلال الفترة القادمة و بصفة متواترة استلام دفعات منها.
تقليص مدة الفترة
في السياق ذاته أكد الرئيس المدير العام للمؤسسة ان هذه الشبكة الحديدية ستساهم في تقليص مدة السفرة حيث لن يتجاوز المدة الزمنية للمسافة الممتدة بين وسط العاصمة و باردو السبع دقائق و نفس المسافة إلى القباعة 13 دقيقة .
ختاما اعتبر مصدرنا ان مشروع الشبكة الحديدية السريعة ، مشروعا وطنيا سيعود بالنفع بصفة خاصة على قطاع النقل العمومي في تونس و على المجموعة الوطنية و المواطن بصفة عامة .
مها قلالة