أفريكان مانجر- وكالات
أعيد اليوم 7 نوفمبر 2012 انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، والسؤال الهام هو كيف سينعكس هذا الفوز على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط.
وقد صرح أوباما في خطاب الفوز بأن المستقبل يبشر بالأفضل، وهذا يبدو أنه سيتحقق بالنسبة للولايات المتحدة، ولكن بالنسبة للعالم العربي لا يمكن التأكيد على ذلك.
وبالرغم من ليونة خطاب الرئيس الفائز بولاية ثانية، لا يمكن وصفها إلا بالمأساوية. فأوباما الذي استلم الحكم من جورج بوش الإبن الذي حكم الولايات المتحدة لمدة 8 سنوات اتسمت بحرب في أفغانستان وأخرى في العراق ودعم لا محدود لتل أبيب خلال الحرب الاسرائيلية اللبنانية عام 2006 وبناء مستمر للمستوطنات اليهودية في القدس الشرقية كل هذا بدا أنه لا يوجد حالة أسوأ من ذلك، حسب تقرير نشرته اليوم “صوت روسيا”.
وإن مجئ الديمقراطي أوباما غير المفاجئ عام 2008 بدلاً من الجمهوري بوش كان مصحوباً بالأمل حيال عودة الأمور في منطقة الشرق الأوسط إلى طبيعتها وقد تعززت هذه الأمال بالكلمة التي ألقاها أوباما في خطاب القاهرة الشهير والذي وعد خلاله بفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي وإحلال السلام على أرض العراق وبذل قصارى الجهود لتسوية القضية الفلسطينية-الاسرائيلية.
ويتساءل البعض ما هي النتائج بعد مرور 4 سنوات؟ فيما يخص القضية الفلسطينية الاسرائيلية فهي الآن تعتبر من المنسيات، في حين تم فتح حقيقة عهد جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة والعالم الاسلامي من جهة أخرى.
ومن المهم التذكير أن واشنطن بدأت بمشاركة الملوك العرب بتدمير الانظمة الجمهورية والتي تعتبر نسبياً انظمة ديمقراطية في المنطقة. وما يجري حقيقة تنفيذ الخطة المعلنة في عهد بوش الابن وهي تأسيس تحالف بين الولايات المتحدة من جهة وما يسمى بالشرق الأوسط الكبير غير المستقر من جهة أخرى.
كل هذا يشير إلى أنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين من حيث المبدأ، حسب ما يعتقده رفعت سعيد أحمد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في القاهرة.
ويشاطر المحلل السياسي الروسي فلاديمير أرلوف هذا الرأي نفسه بالقول: لا أعتقد بأن سياسة الولايات المتحدة ستشهد تغييراً ملحوظاً تجاه الشرق الأوسط ولا يؤثر- في حقيقة الأمر- على نتائج الانتخابات إلا الوضع الداخلي للبلاد. أما فيما يخص السياسة الخارجية فإننا نرى الناس الذين يحومون حول المرشحين ترتبط مصالحهم وتتشابك فيما بينها وإن تغيير الرؤساء يمكن أن يؤثر على كيفية تقديم السياسة الأمريكية ولكن النهج العام يبقى هو كما هو.
وبصفة عامة، فقد قارن معظم الخبراء خلال الحملة الانتخابية بين المرشحين مشيرين إلى أنه في صورة انتخاب المرشح ميت رومني رئيساً ستواجه المنطقة تهديداً راديكالياً في سياسة الولايات المتحدة، وهذا بسبب الانطباع الذي تركه خطاب رومني القاسي وموقفه الواضح لصالح اسرائيل ضد الفلسطينيين.
ولكن كما تدل التجارب يجب أن لا نحكم عن طريق التصريحات التي تطلق وإنما بحسب الأفعال وتبقى الأفعال ذاتها تجاه الشرق الأوسط التي تقررها المؤسسات الأميركية بحسب مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، والرؤساء ينفذوها بغض انتماءاتهم الحزبية إن كانت الجمهوري والديمقراطي.