تونس-افريكان مانجر
اكد عدد من الفاعليين الاقتصاديين في تونس، ان فيروس كورونا المستجد (19-COVID) الذي ظهر في الصين نهاية العام الماضي، له انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي و الوطني.
خسائر الصناعة التونسية
وافاد رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي بسام الوكيل، في تصريح لافريكان مانجر، ان هناك ازمة بدات تظهر في الصناعة التونسية مردها نقص في المكونات الاساسية و المواد الاولية الموردة من الصين مشيرا الى ان البلد يعتبر المحرك الاقتصادي الاول في العالم.
وبين الوكيل ان اكثر من 30% من المواد الاولية التي تستعملها المصانع في تونس متاتية من الصين و امكانية تعويض هذه المواد او استيرادها من دول اخرى صعبة حيث ان العديد من المكونات لا تصنع الا في الصين.
كما اكد، ان عدد من الشركات بدات في الغلق الوقتي لبعض خطوط الانتاج بسبب هذه الازمة متوقعا ان تشهد الصناعة التونسية خسائر في الستة اشهرالقادمة قد تتراوح بين 30 و 40% من قدرتها الانتاجية.
من جانبه رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة “كونكت”، طارق الشريف، اعلن عن تسجيل مصانع تونسية لنقص في المواد الأولية المصنعة وشبه المصنعة، متوقعا زيادة أزمة الطلب على هذه المواد التي تعد الصين مزودها الأساسي.
وأكّد الشريف في تصريح لـموقع “العربي الجديد” أن المخاوف من خطر “شلل” المصانع بسبب نقص المواد الأولية مردها تباطؤ الإنتاج في الصين والاحتياطات الكبيرة التي تتخذ في الموانئ البحرية وتأخر تفريغ السلع القادمة من البلدان التي تعد بؤرا للفيروس.
يشار الى ان العجز التجاري لتونس المسجل مع الصين خلال شهر جانفي الماضي بلغ أكثر من 5 مليار دينار أي نحو 1،7 مليار دولار.
السياحة و العمرة
و لا تقتصر تداعيات فيروس كزرونا على المؤسسات الصناعية فقط، بل تشمل كذلك قطاعات حيوية و استراتيجية ذات الانعكاس المباشر على الاقتصاد الوطني على غرار السياحة و النقل حيث تضررت هذه القطاعات بسبب الغاء عديد الحجوزات لوفود اجنبية و خاصة منها صينية و ايطالية.
وقد اوضح مدير عام الديوان الوطني التونسي للسياحة نبيل بزويش ان الحجوزات التي وقع إلغاؤها في كل المناطق السياحية تتراوح بين 2000 و 2500، في انتظار الإحصائيات المؤكدة، وهي تشمل خاصة منطقة توزر، باعتبار أن السياح الصينيين لا تستقطبهم السياحة الشاطئية بل يزورون الصحراء التونسية في موسم ما بعد الذروة (1 جانفي الى 30 افريل من كل سنة).
وتحدث بزويش في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، عن تسجيل إلغاء العديد من كبار متعهدي الرحلات و شركات الطيران، رحلات، وخاصة في مرحلة أولى تلك القادمة من الصين ومن بعض البلدان الآسياوية وحاليا من بعض المدن الإيطالية على غرار شمال إيطاليا وميلانو أساسا.
وكان وزير الصحة عبد اللطيف المكي، اعلن امس الأربعاء 4 مارس 2020، خلال ندوة صحفية انه تقرر إيقاف الرحلات البحرية القادمة من مدينة جنوة الإيطالية في هذه الفترة إضافة إلى تقليص بقية الرحلات القادمة من شمال إيطاليا.
وجاء هذا القرار، وفق وزير الصحة، بعد التشاور مع مختلف ممثلي مؤسسات النقل.
يذكر انه تمّ كذلك إلغاء 42 سلسلة من الرحلات الجويّة غير المنتظمة بين تونس وجدّة وبين تونس والمدينة (العربية السعوديّة) منها 28 سلسلة تعود للخطوط الجويّة التونسيّة و14 سلسلة لشركة الطيران الجديد “نوفلار”، وفق ما أعلن عنه، الخميس الماضي، كاتب عام الجامعة التونسيّة لوكالات الأسفار والسياحة، ظافر لطيف.
ويأتي هذا الالغاء تبعا لقرار السعوديّة تعليق دخول المعتمرين، وقتيا، إلى اراضيها لتجنّب إمكانيّة إنتشار فيروس كورونا.
من جهته رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفارجابر بن عطوش، افاد، في تصريح لشمس اف ام، امس، أن وكالات الأسفار تعرضت لأزمة كبيرة بسبب تعليق موسم العمرة وايقاف الرحلات الى مكة والمدينة.
وأكد بن عطوش أنه تم الغاء 42 رحلةعمرة، تقدر تكلفة الرحلة الواحدة بـ 140 ألف دينار مما سبب خسائر جملية لوكالات الأسفار تناهز 20 الف دينار.
50 مليار دولار…خسائر
و استنادا الى ما اوردته منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، فان تراجع الإنتاج في الصين بسبب تفشي فيروس كورونا أدى خلال شهر واحد فقط إلى خسارة 50 مليار دولار لجميع بلدان العالم.
و يعتبر الفاعلين الاقتصاديين، الصين أكبر دولة مصدرة في العالم وجزءاً لا يتجزأ من شبكات الإنتاج العالمية حيث تعتبر مصنعة وموردة رئيسية للعديد من المنتجات، على غرار مكونات السيارات والهواتف المحمولة والمعدات الطبية و غيرها.