تونس- افريكان مانجر
رغم تأكيد رئيس الحكومة الحبيب الصيد في أكثر من مناسبة أنّه لا نية في إجراء تحوير وزاري، فإنّ بعض المصادر السياسية وقيادات داخل أحزاب الائتلاف الحاكم رجحت إمكانية القيام بتغيير حكومي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
كما لم تستبعد مصادر أخرى فرضية تشكيل حكومة جديدة تعكس التحالف الحقيقي بين حزبي حركة نداء تونس والنهضة.
غياب برنامج تنموي واضح
وقد اعتبر أمين عام حركة الشعبة زهير المغزاوي في تصريح ل “افريكان مانجر” أنّ حكومة الحبيب الصيد لم تقدّم برنامجا واضحا لإنقاذ البلاد من التدهور الاقتصادي والأمني، مُشيرا إلى الحكومة فشلت في إخراج تونس من الأزمة التي تتخط فيها منذ سنوات.
وأضاف المصدر ذاته أنّه لا يوجد توافق بين أحزاب الائتلاف الحاكم والتي تضم حركة نداء تونس والنهضة وافاق تونس والاتحاد الوطني الحرّ.
وقال مُحدّثنا إنّ مصلحة تونس تقتضي وضع برنامج ورؤية كاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية وفرض الامن في البلاد، كما انتقد المغزاوي أداء عدد من الوزراء على غرار وزيرة السياحة ووزير النقل..
وزراء لا يمتلكون مشروع اصلاحي
وكانت القيادية بحزب حركة نداء تونس والنائبة بمجلس النواب بشرى بلحاج حميدة أنّه من المتوقع قد تحدثت عن إمكانية اجراء تحوير في التشكيلة الوزارية خلال شهر سبتمبر المقبل.
واشارت المتحدثة الى أنّه من الضروري القيام بتحوير وزاري لوجود وزراء لا يمتلكون أيّ ‘مشروع إصلاحي’ حسب قولها.
رئيس الحكومة ينفي
وقد نفى رئيس الحكومة الحبيب الصيد في وقت سابق نية إجراء تحوير وزاري في تشكيلة حكومته، مضيف أنه سيتم فقط تقييم عمل الوزراء بشكل منفصل معتبرا أنه لا وجود لمبرر إلى احداث تغييرات في الوقت الراهن وفق تعبيره.
في المقابل يرى عدد من المراقبين أن حكومة الحبيب الصيد والتي تسلمت مهامها رسميا يوم 6 فيفري الماضي لم تُقدّم بعد الاجراءات اللازمة للحدّ من الركود الاقتصادي الذي تواجهه تونس منذ اكثر من 4 سنوات، وتواجه الحكومة بحسب راي البعض انتقادات من عدّة اطراف بسبب تواضع مردودها وعجزها عن اخراج البلاد من ازمة مالية واجتماعية خانقة.
كما وُجهت عديد الانتقادات لبعض الوزراء على غرار وزير الخارجية الطيب البكوش ووزير التربية ، وبدورها تواجه وزيرة السياحة سلمى اللومي حملة ضدّها منذ فترة حيث وصف البعض اداءها بالضعيف في الوقت الذي يحتاج فيه القطاع السياحي الى جملة من القرارات لانقاذ ما يمكن انقاذه هذا الموسم خاصة بعد عملية باردو و سوسة الارهابية .
تغيير جذري في الحكومة
وبحسب ما أكدته مصادر سياسية مطلعة لـموقع “العربي الجديد” فانه يوجد تغييرات حكومية وشيكة قد تصل حدَّ تشكيل حكومة جديدة، خلال شهر سبتمبر المقبل و قد يكون هذا التغيير جذرياً، بشكل قد يعيد تشكيل التحالفات، وربما تشهد الحكومة الجديدة حضوراً بارزاً لـ”حركة النهضة” بمجموعة من الوزراء، ما يعكس تحالفاً حقيقياً بين حزبي “النداء” و”حركة النهضة” الفائزين بالمرتبة الأولى والثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد أن ظلّ هذا التقارب محتشماً ومعرّضاً لهزات كثيرة منذ بداية تشكيل حكومة الحبيب الصيد.
و نقلت ذات المصادر أن العلاقة بين الحزبين، عرفت في الفترة الأخيرة تقارباً كبيراً بعد فترة الاختبار المتبادل التي استمرت أشهراً، تغيّر معها موقف الرافضين للتحالف من جهة “نداء تونس”، وخصوصاً من الشق اليساري في النداء.
اغلبية مطلقة
الجدير بالذكر ان حكومة الحبيب الصيد نالت ثقة البرلمان بأغلبية مطلقة أي بـ166 صوت من مجموع 204 صوت.
وتضم الحكومة 26 وزيرا وكاتبا عاما للحكومة و14 كاتب دولة وذلك بمشاركة كل من حركة النهضة وحزب آفاق تونس إلى جانب حزب نداء تونس والاتحاد الوطني الحر والجبهة الوطنية للإنقاذ و عدد من الكفاءات ومن ممثلي المجتمع المدني.