تونس- افريكان مانجر
قالت المديرة العامة للتجارة الداخلية بوزارة التجارة فاتن بلهادي إنّ ما راج بخصوص الترفيع في أسعار المواد الغذائية المدعمة لا أساس له من الصحة، مُشيرة إلى أنّ حكومة الوحدة الوطنية تسعى إلى مراجعة منظومة الدعم الخاصة بالمواد الأساسية الغذائية وذلك بعد أن تأكدت من وجود عديد الاخلالات قائلة: ” وزارة التجارة تعمل حاليا بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية على إعادة النظر في منظومة الدعم لمزيد ترشيدها وتوجيه الدعم نحو مستحقيه”.
” كلّ المواد الغذائية الأساسية مُتوفرة”
وأكدت المديرة العامة في حوار مع “افريكان مانجر” أنّ الديوان التونسي للتجارة يقوم بتزويد السوق المحلية بالكميات اللازمة من المنتوجات الأساسية، غير أنّ بعض الممارسات الاحتكارية وعمليات البيع المشروط أدت إلى فقدان بعض المواد من الأسواق.
وشدّدت على أنّه: ” لا يوجد أي نقص في المواد الغذائية الأساسية”.
ويعمل ديوان التجارة على توفير مخزونات استراتيجية في كلّ المواد الموردة لفترة تتراوح بين 3 و5 أشهر، وفق ما صرحت به فاتن بلهادي.
وأكدت أنّ مادة السكر السائب “الصبة” والذي يُباع حاليا بـ 970 مليم لن يقع سحبه من الأسواق… وكلّ الأخبار المتداولة حول تعويضه بمادة أخرى معلبة عارية من الصحة”. وأضافت أنّ الإشكال الحاصل في هذا الصدد هو رفض بعض التجار التزود بالسكر السائب نظرا لضعف هامش الربح.
وأمام رفض الصناعيين مقترح توريد مادة السكر لفائدة مصانعهم مباشرة، تقرر تسويق السكر المعلب بسعر 1500 مليم وهو موجه بدرجة أولى لهذه الفئة، على ان يتم الإبقاء على السكر “السائب” للمستهلكين وفق تعبيرها.
وتستهلك السوق التونسية نحو 360 ألف طن سنويا من مادة السكر، حسب ما أكدته بلهادي، مشيرة إلى انه لن يتم سحب السكر “السائب” ولن يتمّ رفع الدعم عنه.
مراجعة منظومة الدعم
وفي ظلّ تواصل أزمة الزيت المُدعم، قالت فاتن بلهادي إن الدولة لم تُخفض من حجم الكميات الموردة وتقوم سنويا بتوريد 165 ألف طن وهو ما يكفي لتغطية الحاجيات، غير أن الممارسات الاحتكارية لبعض التجار والترفيع في الأسعار أدى إلى تواصل الأزمة.
وشدّدت على أن حملات المراقبة التي شملت مختلف ولايات الجمهورية، أدت إلى حجز كميات هامة من مادة الزيت المدعم، ما يعني أنّ المادة متوفرة غير أنّها توجه لغير مستحقيها على غرار النزل والمطاعم…
وسيُحافظ الزيت المدعم على سعره المقدر حاليا بـ 900 مليم.
ومع تفاقم الاخلالات والتجاوزات بخصوص عديد المواد الغذائية الأساسية، فإنّ وزارة التجارة تقوم حاليا بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بمراجعة منظومة الدعم وصرفها الى مستحقيها من خلال إعداد قاعدة بيانات تخصّ الأسر محدودة الدخل.
الاستعدادات للمواسم الاستهلاكية
وقد شرعت وزارة التجارة منذ مدّة في الاستعداد لشهر رمضان لضمان تزويد السوق بالمنتوجات الأساسية، حيث تمّ ضبط برنامج المخزونات التعديلية بالتنسيق مع المجامع المهنية التابعة لوزارة الفلاحة، ومن أهمّ المواد التعديلية الحليب والدجاج والبيض، وفقا لما ذكرته فاتن بالهادي.
كما أشارت إلى أنّه تمّ الشروع في إعداد برنامج خاص لإنجاح العودة المدرسية 2018- 2019 ، وذلك بالتعاون مع وزارتي التربية والصناعة، فضلا عن إعداد برنامج خاص للموسم الصيفي.
وأفادت المديرة العامة أنّه يتمّ اللجوء إلى التوريد في بعض المواد التي تشهد نقصا هيكليا في الإنتاج على غرار اللحوم الحمراء، وقد شرعت الوزارة في توريد كميات هامة من لحوم الأبقار وستُباع للمستهلك ب 17 دينار للكلغ الغرام الواحد إلى جانب توريد كميات أخرى من اللحوم المجمدة لفائدة القطاع السياحي، بحسب تصريحات المتحدثة.
وشدّدت بالهادي على أنّ كلّ اللحوم الموردة ذات نوعية جيدة.
“الصولد” لإنعاش النشاط التجاري
وفي سياق آخر، إعتبرت المديرة العام للتجارة الداخلية أنّ موسم التخفيضات الشتوي “الصولد” الذي ينطلق يوم 20 جانفي الجاري فرصة هامة أمام المهنيين لإنعاش نشاطهم التجاري وخلق حركية اقتصادية.
وأكدت تراجع التجاوزات التي يُمارسها بعض التجار خاصة منها “التخفيضات الوهمية”.