تونس- افريكان مانجر
كشفت الأمطار الغزيرة التي تعيش على وقعها مختلف ولايات الجمهورية منذ ليلة أمس، عن الحالة الكارثية لعدد من الطرقات وتضرّر الكثير من المنازل بعد ان غمرتها المياه فضلا تعطل كلّي لحركة المرور ببعض الطرقات.
هذه الوضعية باتت تتكرر في كلّ موسم، وهو ما آثار غضب المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من تردي البنية التحتية وعدم اتخاذ السلط المعنية الاحتياطات اللازمة قبل نزول الامطار لشفط المياه وتأمين عمليات النجدة.
ومن خلال الصور التي تمّ تداولها صباح اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن حالة الطرقات والاحياء المتضررة، تمّ توجيه انتقادات كبيرة لوزارة التجهيز، مُحملين إياها مسؤولية تأزم الوضعية سيما وأنّ الحفر العميقة ظهرت في أغلب الطرقات المعبدة بالمناطق العمرانية.
فأين وزارة التجهيز من كلّ هذا ؟
سؤال توجهنا به الى نجيب بن شيخة مدير إدارة التهيئة العمرانية بوزارة التجهيز فأجابنا أنّ مسألة حماية المدن من الفيضانات لا تهمّ وزارة التجهيز لوحدها، مؤكدا أنّ منظومة التحكم في مياه السيلان وحسب التشاريع الجاري بها العمل تهمّ ايضا وزارة الفلاحة بإنجاز البحيرات الجبلية والسدود.
وتابع “على مشارف المدن يأتي دور وزارة التجهيز إما بتهيئة الأودية او بتحويل وجهة المياه خارج المناطق العمرانية”، مضيفا ان تصريف المياه بالاحياء والانهج هي من مشمولات البلديات وذلك حسب مقتضيات الفصل 243 من مجلة الجماعات المحلية المؤرخة سنة 2018 وكذلك طبقا للفصل 68 من القانون الأساسي للبلديات وكذلك الديوان الوطني للتطهير.
غياب شبكات تصريف المياه
وقال بن شيخة ” بان بالكاشف ان نتائج الاستراتيجية المعتمدة غير مقبولة ودون المأمول”، مؤكدا أنّه تمّ تكليف الديوان الوطني للتطهير بإعداد دراسة وصياغة تصور جديد لحماية المدن من الفيضانات ومن جملة المقترحات توحيد كلّ المتدخلين في هيكل واحد.
وشدّد على أنّه في إطار انجاز مشروع حماية تونس الغربية من الفيضانات تمّ التفطن الى ان بعض الاحياء لا توجد بها شبكات تصريف المياه، وإن وجدت فهي ليست في وضعية جيدة وفق قوله.
وأفاد أنّ بعض صور الطرقات المهشمة يتمّ تداولها على أنّها من مخلفات الأمطار، غير أنّ مصالح الوزارة قامت بتكسيرها لتمرير شبكات المياه وذلك في إطار مشاريع وسيتمّ تعبيد الطريق حال انتهاء الاشغال، مُؤكدا على ان الطرقات المرقمنة هي من مهام وزارة التجهيز في حين ان الطرقات الثانوية ترجع بالنظر الى البلديات.
وقال المدير العام ان أشغال القسط الثالث من مشروع حماية تونس الغربية من الفيضانات تقدمت بنسبة 85 بالمائة، علما وان كلفته تقدر بحوالي 42 مليون دينار.
ويشمل هذا القسط تهيئة قنال تفريغ سبخة السيجومي في وادي مليان على طول 6,3 كلم، بواسطة مسيل (dalot) بمقاسات مختلفة وتهيئة طرقات وأرصفة وتنوير عمومي ومناطق خضراء.
ويتضمن مشروع حماية تونس الغربية من الفيضانات الذي تشرف على إنجازه الإدارة العامة للمياه العمرانية، 3 أقساط بتكلفة جملية تقدر 150 مليون دينار تشمل تهيئة وادي خزندار بشبكة من المسيلات بقياسات مختلف على طول 5 كلم وتهيئة القنال المشترك باردو-قريانة بشبكة من المسيلات بقياسات على طول 5 كلم الذي تم تدشينه خلال شهر فيفري المنقضي وتهيئة قنال لتفريغ سبخة السيجومي في وادي مليان.
أمطار واضرار
يذكر أنه تم تسجيل تهاطل كميات غزيرة من الامطار بتونس الكبرى تسببت في تراكم المياه بعدة مناطق لتغمر العديد من المنازل والسيارات اضافة الى تعطيل حركة المرور والجولان وعزل بعض الاحياء.
وقد شهدت ولاية المنستير هطول أمطار بلغت 107 مليمترات مما يجعلها في صدارة الولايات، وفق المعهد الوطني للرصد الجوي.
وسجلت، ولاية أريانة هطول كميات تراوحت ما بين 4 و 95 مليمترا وولاية تونس ما بين 52 و 78 مليمترا في حين سقطت على ولاية صفاقس امطارا تراوحت بين 3 و 75 مليمترا وعلى ولاية قابس ما بين 2 و 76 مليمترا.
وتراوحت الأمطار التي هطلت على ولاية نابل ، ما بين 1 و 38 مليمترا ، وعلى ولاية بن عروس ما بين 4 و 31 مليمترا وعلى ولاية بنزرت ما بين 1 و 29 مليمترا وعلى ولاية زغوان ما بين 5 و 17 مليمترا.
ونزلت أمطار بكميات أقل، على عدة جهات أخرى، من بينها ولاية منوبة التى سجلت 12 مليمترا وولاية سوسة التي سجلت 11 مليمترا في حين شهدت ولاية قبلي نزول 9 ملمترات وسجلت كل من ولايتي مدنين 8 مليمترات و المهدية 7 مليمترات .
وشهدت ولايات سيدي بوزيد والقصرين و توزر، هطول كميات في حدود 5 مليمترات، في حين لم تتخطى الأمطار المليمتر الواحد بولايات جندوبة و باجة وتطاوين.