تونس-أفريكان مانجر
محسن مرزوق الأمين العام الجديد لحزب نداء تونس… و خليفة وزير الخارجية الحالي الطيب البكوش في الأمانة العامة للحزب, شخصية كانت و لازالت تثير العديد من التساؤلات داخل المجتمع السياسي و الحقوقي و الحزبي في تونس.
قيادي اختاره رئيس الجمهورية ومؤسس حزب الأغلبية البرلمانية الباجي قائد السبسي لقيادة الحزب بعد قيادته لمدة عامين من قبل البكوش.
الشخصية التي يصفها البعض “بشخصية المرحلة القادمة ” بدأت تعمل منذ تولية رئاسة الأمانة العامة داخل الحزب على ضم عدد من المناصرين له خاصة بعد انقسام الحزب اثر انتخابات 2014 إلى شقين كادت تتسبب في انهياره لولا تدخل الباجي قائد السبسي .
عرف بقربه من رئيس الحزب السبسي خاصة في “فترة توليه الإشراف على الحملات الانتخابية للحزب في رئاسية و تشريعية سنة 2014” , تم تعينه مستشارا سياسيا له عند توليه رئاسة الجمهورية التونسية -و قبل تقلده منصبه الحزبي الحالي و استقالته من منصبه كمستشار -سافر مع السبسي في جل زياراته الخارجية كما مثل تونس في عدد من المحافل الدولية .
و ينال مرزوق تأييد شق كبير من قيادات حزبه”اليسارية ” و يعمل على توسيع رقعت القيادات الموالية له على حساب بقية القيادات الدستورية ” و التي تقف لجانب صف الطيب البكوش”.
الشخصية المستقبلية لتونس
و قد تحدثت العديد من التقارير العربية عن إمكانية نيل مرزوق لرئاسة الحكومة القادمة أو رئاسة الجمهورية خلفا للباجي قائد السبسي , أخبار فندها مرزوق في تصريحات إعلامية إلا أنها تبقى من الاحتمالات الكبيرة القائمة بالنظر إلى المشهد السياسي و خاصة منه اليساري التونسي .
وبدا واضحا أن القيادي اليساري السابق في تيار الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة بدأ يشق سلم “الحياة السياسية بثبات و ذكاء ” ليكون رقما مهما في المعادلة السياسية في البلاد وتحديدا من خلال حزبه الذي يبقى فيه هو “الشخصية “المنقذ ” في نظر البعض من مناصري النداء .
و مرزوق هو خريج كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم علم الاجتماع متحصل على شهادة التعمّق في مجال علم الاجتماع وماجستير اليونسكو في العلاقات الدولية من جمعية الدراسات الدولية بتونس وهو يقوم حاليا بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراة حول موضوع المشروعية السياسية بالمغرب العربي. تولى محسن مرزوق مسؤولية منسق تنفيذي عام لمركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية الذي يوجد مقره في العاصمة الأردنية عمان، وهو يشغل منصب الأمانة العامة للمؤسسة العربية للديمقراطية منذ مارس 2008.
كاريزما منذ شبابه
و عرف مرزوق بقدرته الكبيرة في الخطابة و في إمكانية حشد الأشخاص حيث يبقى في المشهد السياسي التونسي إلى جانب عدد بسيط أخر –من قيادات النهضة- من الذين يتحدثون فيقنعون ,فيؤثرون في المتلقي .
كريزما كبيرة تمرس عليها في الحركة الطلابية حيث احد القيادات الطلابية الذين انجزوا المؤتمر 18 خارق للعادة في ربيع 1988 ثم انخرط في الحراك الديمقراطي عبر عديد المنظمات الدولية في مراقبة وتنظيم الانتخابات والعدالة الانتقالية مما مكنه من علاقات واسعة مع المنظمات الفاعلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
اتهامات بعلاقات مشبوهة
ويواجه المرشح لقيادة المرحلة القادمة في تونس العديد من الاتهامات والتقارير التونسية والعربية المشوهة لصورته ومن بين هذه الاتهامات قصة طرده من المؤسسة العربية للديمقراطية في قطر التي كان يديرها قبل إيقاف التعامل معه بسبب تجاوزات مالية بحسب تقارير عربية، وهو ما نفاه بشدة مرزوق في تصريح سابق لافريكان مانجر بالقول إن هذه الرواية “غير صحيحة”، مشيرا إلى أنه قام بتقديم استقالته من المؤسسة العربية للديمقراطية التي مقرها بقطر لتفرغه للعمل في حزب نداء تونس، مبينا أن مشكلة هذه المؤسسة القطرية كانت مع رئيس إدارة المؤسسة المصري سعد الدين إبراهيم و ليس مع شخصه، على حد تعبيره.
بالإضافة إلى تعامله مع مؤسسة “فريدم هاوس” لنشر الديمقراطية والتي تعتبر الذراع المخابراتي للمخابرات الأميركية “سي آي آي” وانضمامه لبرامج مؤسسة “فريدم هاوس” بشمال افريقيا كمدير اقليمي، التي قال عنها مرزوق بإن هذه المنظمة دولية تختص في قضايا حقوق الإنسان، موضحا أن هذه المنظمة تعتبر مرجعا لصانعي القرار الدولي، وفق تعبيره.
و تبقى شخصية مرزوق هي الشخصية –الوحيدة الموجودة الآن في الساحة الحزبية واليسارية الحداثية في تونس و التي تستطيع أن تحشد مناصرين لها و أن تكون هي الفصل في مسار تونس القادم فهل ينجح في هذه المهمة رغم كل “الانتقادات لشخصه” .